أحدهم جندي سابق وكانوا يحملون قنابل الغاز وسلاسل معدنية.. الشرطة الفرنسية تُفكك "كوموندو" من العنصريين كانوا يخططون لاستهداف المغاربة
انتهى كأس العالم 2022 في قطر، وانتهت معه أجمل حكاية بالنسبة لكرة القدم العربية والإفريقية، كان أبطالها لاعبو المنتخب المغربي، لكن بعض الحكايا لا زالت لم تُروَ، حكايا لا علاقة لها بالرياضة ومعانيها، جرت تفاصيلها، دون أن تكتمل، لحسن الحظ، في القارة العجوز، وتحديدا في فرنسا، حيث كان العشرات من العنصريين المتطرفين يتأهبون لتحويل منافسة رياضية إلى سلسلة من الجرائم المنظمة ضد أفراد الجالية المغربية وذوي الأصل المغربي.
وكشفت صحيفة "ليبراسيون"، تفاصيل أخطر الخطط المتطرفة التي كانت ستستهدف المغاربة مباشرة بعد نهاية مباراة نصف النهائي بين المنتخبين المغربي والفرنسي، والتي بدأ التخطيط لها من طرف مجموعة من 49 شخصا من "النازيين الجدد" المؤمنين بتفوق العرق الأوروبي وبضرورة "حماية العلم الفرنسي"، هؤلاء قرروا الانتشار في شوارع باريس واستهداف المغاربة بمختلف أنواع الأسلحة في حال إبدائهم لأي من مظاهر الانتصار أو الفرحة، لولا أن الشرطة حالت دون ذلك.
والتخطيط للعملية، بدأ قبل يومين من المباراة التي انتهت بفوز الفرنسيين بهدفين لصفر، فبتاريخ 12 دجنبر 2022 وفي تمام الساعة الرابعة و38 دقيقة عصرا، نُشرت رسالة عبر مجموعة على تطبيق "تلغرام" تسمى Training Crew، وهي تجمع لضم 49 من العنصريين المتطرفين، وجاء في الرسالة دعوة إلى "التعبئة العامة من أجل الدفاع عن العلم (الفرنسي) ضد جحافل المغاربة"، وصاحب الفكرة هو شاب يبلغ من العمر 24 عاما، يدعى مارك دي كاكيراي فالمينيي.
ووجد نداء الشاب المنتمي لليمين المتطرف في باريس استجابة من طرف ما لا يقل عن 40 عنصرا في المجموعة، الذين بدؤوا في التخطيط وإعداد الأسلحة اللازمة لاستهداف المغاربة بعد انتشارهم في مختلف الدوائر الباريسية، وكان من المفترض أن تكون نقطة الانطلاق من الدائرة 17 بالقرب من الشانزيليزي، حيث اعتاد المشجعون التجمهر بعد المباريات، ثم الانتشار عبر مجموعات صغيرة تفاديا للفت أنظار الشرطة، لكن هذه الأخيرة توصلت إلى المعلومات في الوقت المناسب.
وكان الأمن الفرنسي يراقب المجموعة بالفعل، لذلك تجهز لرصد تحركاتها يوم المباراة،بعدما استطاع اختراق المجموعة التي يُفترض أنها "سرية ومُشفرة"، حيث استطاعت الشرطة إلقاء القبض على أحد عناصر المجموعة، وهو جندي سابق، ووجدت على هاتفه صورة تمثل قوس النصر عليها عبارة "فليذهب المغرب إلى الجحيم، باريس لنا"، في حين استطاعت كاميرات المراقبة التقاط الباقين، الذين كانوا يتحركون على شكل "كوموندو" بلباس أسود وأغطية للرأس ووجوه مقنعة.
وبدأت الكاميرات تترصد المعنيين انطلاقا من ميترو باريس، وفي الدائرة 17 تم رصد العقل المدبر للخطة عند خروجه من حانة بعد انتهاء المباراة إلى جانب مجموعة من رفاقه المتطرفين، بواسطة قوة كبيرة من عناصر الشرطة مكونة من عناصر التدخل السريع ووحدة مكافحة الجريمة، ثم استطاع الأمنيون الفرنسيون وضع أيديهم على 38 شخصا في المجموع، اتضح أن ما يقارب نصفهم كانوا ضمن ملفات S، أي مُشتبه في تخطيطهم لتقويض أمن الدولة.
واتضحت خطورة المخطط بعد الإطاحة بالمتطرفين، إذ حسب ما نشرته "ليبيراسيون" فإنه عند تفتيش حقيبة ظهر حاول أحد الموقفين التخلص منها، وجدوا كل ما هو ضروري لتنفيذ الاعتداءات الجسدية، بما في ذلك قنابل غاز مسيل للدموع وسلاسل معدنية ومقابض نحاسية والهراوات التلسكوبية التي تُستعمل عادة من طرف الشرطة، بل وأيضا الرصاص وبعض المقذوفات، إلى جانب الأقنعة التي تخفي الهوية وأخرى للوقاية من الغاز.